"
"
الحاسة السادسة مصدر خفي للحصول على المعلومات حقائق علمية غريبة عن التخاطر الذهني وتجارب مثيرة لأصحاب القدرات الخارقة
دخل إلى البنك بهدوء وأعطى أمين الصندوق ورقة بيضاء تماماً أخذها من دفتره ، ثم أمره ذهنياً بأن يسلمه مبلغ100.000 روبل. وفتح حقيبته اليدوية ووضعها على المنضدة . فنظر أمين الصندوق في الورقة البيضاء، وقام بفتح الصندوق وعد المبلغ الكبير وأعطاه إياه .
هذه الحادثة التي يرويها المتخاطر السوفييتي مسينغ عندما أمره ستالين بتنفيذها ليختبر قوته على التخاطر الذهني ... فهل هذا يعقل .. ؟ حقائق علمية أخرى عن الحاسة السادسة ومظاهرها تناولها الدكتور زاهي اسبيرو الباحث في حقل الطاقة الإنساني والباراسيكولوجيا خلال محاضرته التي ألقاها في مديرية الثقافة قبل أيام .
بعض تجليات الحاسة السادسة :
يقول اسبيرو ان الحاسة السادسة تتجلى بمظاهر أهمها التخاطر أو توارد الأفكار ، الاستبصار ، الجّلاء السّمعي ، الشّعور باليقين من أمر معيّن و القدرة على استخلاص المعلومات من خلال الأشياء وهذه كلها يمكن أن تكون مصادر للحصول على المعلومات . ويضرب مثالا عندما بدأ رائد الفضاء ادكار ميتشال سادس رجل وطئت قدماه أرض القمر يهتم بأمور“ ما حول علم النفس ” فجمع أربعة أشخاص على الأرض وطلب منهم التقاط أوامره الفكرية انطلاقاً من الفضاء وتأمين الاتصالات الأثيرية و أرسل خلال رحلته السريعة اربع مرات رموزه فكانت مطابقة تماماً لما تم إرساله واستقباله .
سرقة بنك بقوة التخاطر :
ويروي المحاضر عن أشهر المتخاطرين في العالم وهو السوفياتي وولف ميسينغ الذي استطاع ان يسرق بنك بقوة التخاطر الذهني كما أوردنا في المقدمة حيث هدده ستالين إن لم ينجح في مهمته فسوف يطيح برأسه وبعد أن كدس ميسينغ الأوراق المالية في حقيبته ثم انصرف ولحق به الموظفان اللذان كانا قد سماهما ستالين لمراقبة التجربة . وبعد أن شهدا أن هذه التجربة تمت حسب الأصول المطلوبة، طلبا منه أن يعيد المبلغ ، فرجع ميسينغ إلى أمين الصندوق وأعاد المبلغ وعندما نظر أمين الصندوق إلى قطعة الورق على مكتبه وتبين أنها بيضاء تماماً أنهار على الأرض مصاباً بنوبة قلبية ويقول ميسينغ من حسن الحظ أنها لم تكن مميتة .
حادثة أخرى :
أمر ستالين المتخاطر ميسينغ أن يدخل بلا اذن ولا موافقة المنتجع الصيفي ويصل اليه في مكتبه هناك وكان عدد كبير من الحرس يطوقون المنتجع ووزع عليهم صور ميسينغ واعطيت لهم الأوامر بمنعه من الدخول .
وبعد أيام دخل ميسينغ بدون ان يسترعي انتباه أحد وكانت الأبواب تفتح له وينحني له الحرس حتى وصل الى مكتب ستالين الذي أدهشته المفاجأة .. ويفسر ميسينغ ذلك لستالين فيقول : أوحيت ذهنيا للحراس بأنني بيريا رئيس الشرطة السرية السوفيتية وهو الوحيد الذي كان يدخل الى مكتب ستالين بدون سؤال أو موافقة ..
اختبار اينشتاين للمتخاطر ميسينغ : كما يروي الدكتور اسبيرو : دعا ألبرت أينشتاين شخصياً الفتى وولف ميسينغ إلى زيارته في شقته ، وقد تكلم ميسينغ بدهشة عن العدد الهائل من الكتب التي رآها في تلك الشقة . وفي مكتب أينشتاين ، ألتقى ميسينغ أبا التحليل النفسي سيغموند فرويد . وقد أثارت مواهب ميسينغ فوق العادية عجب فرويد الشديد فقرر أن يجري بنفسه عدداً من الاختبارات على الفتى. وقد قام فرويد ذاته بدور المرسل . يروي ميسينغ فيقول : ما أزال أذكر إلى اليوم الأمر الذهني الذي أصدره إلى فرويد : ”أذهب وابحث في خزانة الحمام عن ملقط الشعر . ثم ارجع إلى اينشتاين وانزع ثلاث شعرات من شاربه الكث ” بعد أن عثر ميسينغ على الملقط اتجه مستقيماً نحو عالم الرياضيات المشهور أينشتاين وشرح له معتذراً ما يريد فرويد أن يفعله به . فابتسم أينشتاين ومد خده للفتى .
مثال من التاريخ العربي : وكمثال على الاستبصار يروي المحاضر : بينما كان أمير المؤمنين العادل عمر بن الخطاب وهو يخطب الجمعة يوماً ، فإذا به يقطع الخطبة وينادي يا سارية الجبل ؟ فلما فرغ ، قال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير المؤمنين ، ما زدت إلا أن سفهت نفسك . فأجاب أمير المومنين : يا عبد الرحمن ، والله ما زدت إلا أن رأيت سارية بن عرباص في جيش المسلمين ، والروم تلتف لتحيط بهم من خلف الجبل ، فأخذتني الحمية ، فناديتهم عسى أن يسمعهم الله صوتي . وما حدث وتم التأكد منه بعد ذلك أن كل جيش المسلمين بأرض الروم سمع صوت عُمر بن الخطاب ، فلاذ إلى الجبل من فوره وتحصن به ، وكان ذلك سبباً لنصرهم .
القدرة على استخلاص المعلومات من خلال الأشياء : يؤكد الدكتور اسبيرو انه يمكن عن طريق حمل شيء معيّن في اليد ، واستخلاص المعلومات عن هذا الشيء أو معلومات عن صاحب هذا الشيء ، مهما كان بعيداً . و قد تأتي هذه المعلومات بشكل انطباعات مرئيّة أو صوتيّة أو أفكار أو شعور مشابه لشعور صاحب الشيء .
و يعتبر بيتر هوركوس من أشهر المستبصرين في العالم الذين عرفوا بمواهبهم وقدراتهم العقلية الخارقة وكان معروفاً بقدرته على كشف الجرائم ، كان هوركوس يَستخدم للحصول على المعلومات أشياء مختلفة مرتبطة بالجريمة وصوراً لمسرحها . فعلى سبيل المثال كان يفحص قطع الملابس التي نقلتها الشرطة من مسرح الجريمة . ويقال إنه في غضون ذلك كان يبعث الدهشة في نفوس رجال الشرطة بقدرته على وصف بعض الجرائم بدقة كبيرة كما لو كان حاضراً وقت ارتكاب الجريمة ومن انجازاته : استدعت الشرطة الأمريكية في بوسطن هوركوس من هولندا لمساعدتها ، بعد أن عجزت عن التعرف على هوية سفاح بوسطن الرجل الذي كان في مطلع ستينيات القرن الماضي يهاجم النساء جنسياً ويقتلهن في بيوتهن . وقيل إنه حتى أفراد الشرطة الذين كانوا في البداية ميالين جداً إلى السخرية حول فرص هوركوس لتقديم أي مساعدة مهمة اعترتهم الدهشة أمام المعلومات التي استطاع تزويدهم بها بعد أن عاين مسرح آخر جريمة للسفاح والتي مكنتهم من القبض عليه في المكان الذي حدده لهم هوركوس في احدى الغابات البعيدة وفي كوخ خشبي خلف اشجار كثيفة.
الخلاصة :
يستخلص المحاضر في نهاية حديثه أن الفرق بين الذين يتمتعون بقدرات فكرية خارقة والإنسان العادي هو ليس لأنهم موهوبون يتلك القدرات دون غيرهم . بل يعود السبب إلى قدرتهم على الدخول في حالة وعي بديلة بسهولة تفوق قدرة الإنسان العادي . وليس بالطاقة الخارقة التي نتوهّم وجودها في جوهرهم . ويقول علماء الباراسيكولوجيا (ما وراء علم النفس ) أنه يمكن لأي إنسان أن يتوصّل إلى هذه المرحلة من التحكم بحالة الوعي عنده، بعد الخوض في تدريبات محددة ومستمرة. وقد اثبتت التجارب التي أجريت في معاهد الباراسيكولوجيا في كل من امريكا وروسيا صحة هذه النتيجة ، ولهذا تحرص الدول الكبرى في نشاطاتها الاستخباراتية على تدريب المميزين من عناصرها على التخاطر والاستبصار إضافة إلى تجنيد كثير من اصحاب القدرات الخارقة في صفوفها .
الصحفي:حميدي هلال
0 comments:
إرسال تعليق