"
"
أسطورة كتاب الشيطان : المجلد الأكثر غموضاً في التاريخ .. كُتب في ليله واحده
كتاب الشيطان او Codex Gigas وتعنى بالعربية مخطوطات جيجاس و يسمى ايضا الكتاب الضخم وكل هذه المسميات تشير الى اغرب كتاب فى التاريخ بل الاكثر غموضا على مر العصور بسبب الاسطورة التى انتشرت عن كتابة ذلك الكتاب
الاسطورة
تروى الاسطورة ان ذلك الكتاب قد دونه راهب قام بمخالفة تعاليم وقوانين الدير و نقض عهده معه فتم الحكم عليه من قبل الدير بان يعلق ذلك الراهب على الجدار وهو حى مما اصابه بالفزع الشديد و اخذ يتوسل الى الدير بان يسامحوه و يعفوا عنه و لكن باء ذلك الامر بالفشل فاخذ ذلك الراهب على نفسه ان يقوم بعمل خارق لكى يتجنب ذلك العقاب الشديد و وعد بتدوين كتاب يمجد فيه الدير
و يذكر فيه كل معارف الانسان و لكن حدد ميعاد اكثر قسوة من العقاب نفسه و هو ان يقوم بتدوين ذلك الكتاب فى ليلة واحدة !!
و بالفعل بدا ذلك الراهب بتدوين ذلك الكتاب فى بداية الليلة و ظل يدون حتى بلغ منتصف الليل و عندها ايقن بان العقاب سينزل به و انه لا محالة هالك لانه لم يكن قد تم وعده و انجز عمله و هو تدوين ذلك الكتاب و ادرك الراهب انه لن ينجز ابدا ذلك الكتاب الضخم منفردا فقام ذلك الراهب بتادية صلاة خاصة هل تعتقدون اعزائى ان الصلاة كانت موجهة الى الله !!!!!
لم تكن الصلاة موجهة الى الله بل كانت موجهة الى الشيطان يطلب منه ان يساعده فى تدوين ذلك المجلد الضخم مقابل ان يبيع ذلك الراهب نفسه الى الشيطان و بالفعل تم تدوين ذلك الكتاب الضخم و قام الراهب برسم صورة للشيطان فى احد الصفحات شكرا و تمجيدا له و عرفان بالجميل الذى قدمه الشيطان له مما جعله ينجو من العقاب المحقق
و للعلم كل من شاهد ذلك المجلد الضخم ذهل بحجمه و بما ذكر فيه و كانت تلك الصورة هى اكثر محتويات الكتاب محلا للجدل وعلى الرغم من انتشار تلك الروايات و الاساطير حول هذا الكتاب لم تقوم الكنيسة انذاك بحظره بل ظل متداولا بشكل طبيعى فى عصره
محتوى الكتاب
يحتوى الكتاب على خمسة اقسام نصية طويلة و على راسها الكتاب المقدس بعهديه العهد القديم و العهد الجديد و ياتى بعدها عملين تاريخيين من اعمال
فلافيوس جوزيفيوس المبدع و الذى عاش فى القرن الاول الميلادى و يتكلم فيها بالخصوص على الحرب اليهودية و على بعض القصص و الروايات القديمة و يتبعه الموسوعة الاكثر شعبية فى العصور الوسطى وهى من اعمال المبدع ايزيدور الذى عاش فى القرن السادس فى اسبانيا ومن ثم يتبعه فى ذلك المجلد رفقة من الاعمال المختصة بمجال الطب و بعدها ياتى العهد الجديد من الكتاب المقدس و بعدها سرد تاريخى لمقاطعة بوهيميا الذى قام بتدوينه المبدع كوسماس من براج و الذى ولد فى عام 1045 م وتوفى عام1125
ميلادية و يتضمن ذلك السرد اول تاريخ لبوهيميا و كما يوجد نصوص قصيرة فى المخطوطة منها عمل الغفران ويقع قبل صفحة مدينة السماوات وهى صفحة تم رسم فيها شكل يصور لنا السماوات واما العمل الاخر يقع بعد صفحة تصور الشيطان والتى ذكرنها سابقا وهو يتحدث عن طرق مكافحة المس الشيطانى و طرد الارواح الشريرة اما بالنسبة الى اخر عمل فى المجلد فهو قائمة تضم اسماء القدسيين و بتواريخ الاحتفال بذكراهم من قبل السكان فى مقاطعة بوهيميا و يوجد ايضا عمل مفقود تم نزعه من المجلد و يعتقد انه تم سرقته و يضم ايضا المجلد عملا يتناول دور القديس بنديكت وهو بمثابة كتاب ارشادى عن الحياة فى الدير وكتب بالتقريب فى القرن السادس و يعتبر الكتاب المقدس بعهديه جوهرة المجلد حيث انه يعتبر الجزء الاهم لانه يعتبر الجزء الخاص بالايمان بالمعتقد المسيحى اما المخطوطات الاخرى فقد اختيرت بشكل مميز و بعناية تامة لانها تحتوى فى صميمها على معلومات عن التاريخ اليهودى و المعرفة الشاملة و امور الطب و التاريخ المحلى لبوهيميا التشيك حاليا و المخطوطة تحتوى على 310 ورقة من افخر انواع الورق و يعتقد ان تلك الاوراق صنعت من جلد البقر ويبلغ تقريبا عرض الورقة 49 سم و يبلغ طولها 89 سم مما يؤهله بان يكون اضخم كتاب فى تاريخ البشرية كلها والاكثر احتوائا للمعلومات الدينية و التاريخية على حدا سواء وحتى الان لا يعرف احدا على وجه الارض اصل ذلك المجلد الضخم و لكن وضعت فيه ملحوظة بان هذا الكتاب قد تم تدوينه من قبل رهبان بودلازيس وهم اصحاب دير فى بلدة تدعى سيدليك فى عام 1295 و بعد ذلك تم نقل ذلك المجلد الى دير يسمى بريفنوف بالقرب من مدينة براج و للعلم اعزائى جميع تلك الاديرة كانت تقع فى مقاطعة بوهيميا انذاك و لكن من المعتقد ان ذلك المجلد ظهر فى مكان ما مجهول فى بوهيميا لم نعرفه نحن ولم يعرفه احد ويعتقد ايضا انه من الممكن ان يكون قد نشا فى احد الاديرة الصغيرة او المجهولة التى لا يعيرها احدا اهتمام
الشيطان و مدينة السماوات
اعزائى بالتقريب فى الصفحة 289 من ذلك المجلد العملاق توجد صورة تمثل مدينة السماوات و فى الصفحة 290 توجد الصورة الاكثر شهرة و سيطا فعى صورة الشيطان و تعتبر السبب الرئيسى فى تسمية ذلك المجلد باسم كتاب الشيطان و تعتبر هاتان الصورتان هما الصورتان الوحيدتان اللتان تمتدان على طول الصفحة فى كل المخطوطة على حدا سواء
و للعلم ان ذلك الكتاب تواجد فى المكتبة الوطنية فى السويد بسبب استيلاء القوات السويدية عليه عام 1648 م من قلعة براج و اقيمت مفوضات بين التشيك و السويد من اجل اعادة الكتاب الى المكتبة الوطنية لمدينة براج عاصمة التشيك و بالفعل تم اعادة ذلك الكتاب فى عام 2007 الى التشيك لكى يعود الى مهده سالما بعد مرور 359 عام بعيدا عن موطنه الاصلى
0 comments:
إرسال تعليق