اخر مواضيع المدونه

الثلاثاء، 26 مارس 2013

الصبي الذي ذهب إلى أعلى

" "



الصبي الذي ذهب إلى أعلى 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هرعت أسرة الصبي إلى الخارج في ذعر ، وجالت بأبصارها بحثاً عنه ،لم يكن هناك غير الأرض المكسوة بالثلوج ،الصبي نفسه أختفى بطريقة مرعبة .. إلى الأبد ..
لم يترك سوى صرخات تأتي من أعلى .. سرعان ما تلاشت ، لتظل طريقة سحب الصبي إلى أعلى ،من أكثر الألغاز غموضاً في التاريخ !!

كانت بداية هذه الحادثة العجيبة ، في أحد أيام أحتفلات الكريسماس عام 1909 .. كان الجليد يتساقط غزيراً ، فيغطي الأرض والحظائر القائمة عند سفح جبال ويلز .. في أحد البيوت المقامة عند سفح الجبل في بريكون ، اجتمع اثنا عشر شخصاً
للأحتفال بعيد الكريسماس . كان الجو قارس البرد في الخارج، والجليد المتساقط تدفع به الرياح ليرتطم بنوافذ المنزل في قوة ..
أما في داخل المنزل فقد أجتمعت عائلة توماس مع أصدقائها يشوون ثمار أبوفروة ، ويقلبونها على الجمر المشتعل ، وخلال ذلك كانوا يشاركون في الأغنيةالجماعية التي كان الجد يعزف ألحانها على الهارمونيكا ..
في طرف بعيد من الحلقة ، جلس الصبي أوليفر توماس الذي يبلغ الحادية عشر من عمره ، ابن المزارع أوين توماس .. كان منشغلاً بتقليب ثمرة أبي فروة ساخنة، محاولاً نزع قشرتها بكسل لذيذ .. كانت أعياد الكريسماس بالنسبة له متعةكبرى ..
كان المشهد دافئاً ، والأجتماع العائلي كان يعتبر من الأحداث الهامةالسعيدة كل عام .. لكن أحداً لا يعرف كيف تحول ذلك الأجتماع السعيد إلىكابوس ينبض بالرعب والفزع ..
بقى الأمر سراً لا يقدر أحد على كشف غموضه ..
لقد كان الأحتفال بالكريسماس عام 1909 هو الأحتفال الأخير بالنسبة للصبي أوليفر .. لأنه في ذلك اليوم ، صعد مرتفعاً إلى أعلى ، فلم يره أحد بعد ذلك ..
لم يعدم أختفاء الصبي أوليفر الكثرة من الشهود .. فقد كان من بين من شهد ذلك الحادث الغريب ، القس وزوجته اللذان كانا في زيارة
للأسرة .. كذلك كان من بينهم الطبيب البيطري للمنطقة بالأضافة إلى تاجرالماشية الذي جاء من المدينة القريبة . جرى استجوابهم جميعاً ، لكن أحداًمنهم لم يستطع أن يقدم تفسيراً معقولاً لما حدث . وحتى اليوم ، ما زالالغموض يحيط بذلك الحادث الغامض .

الذين حضروا احتفال الكريسماس ، كانوا يعرفون بعضهم البعض جيداً . كانوايجلسون حول نيران المدفأة يضحكون ، وينشدون الأناشيد .. ومن حين لآخركانوا يصمتون .. صمتاً ينبيء بسعادتهم واستمتاعهم .. وفي الخارج توقفالجليد عن السقوط ، وقد وصل ارتفاعه عن الارض إلى مايزيد على خمس بوصات ..كذلك هدأت الرياح ، وكانت ليلة مظلمة بلا نجوم ..

قبل الحادية عشر مساء بقليل ، اكتشف والد أوليفر أن دلو الماء
قد فرغ تماماً ، فطلب من أوليفر أن يملأ الدلو بالماء النظيف من البئرالتي في الساحة الخلفية للمنزل .. أرتدى أوليفر حذاء مرتفع يصل إلى ركبتيه، وفتح الباب الخلفي للمنزل ، ثم خرج حاملاً الدلو في ذراعه ..

أغلق أوليفر الباب خلفه ، وبعدها بعشر ثوان تقريباً ، سمع جميع من كام في البيت ، صرخاته وهو يطلب النجدة !

انقلبت المقاعد التي يجلس عليها المحتفلون أثناء أندفاعهم ، يتقدمهم والد الصبي أوين توماس ، من الباب الخلفي للمنزل ..
كان القس أثناء خروجه يحمل مصباح الغاز الذي ألقى بالضؤء على الساحة الخلفية التي يغطيها الجليد ..
كانت الساحة خالية .. لكن الهواء أعلى رؤوسهم كان يحفل بالأصوات .. صرخات تتلوها صرخات من الصبي ، بعثت الرجفة في أجساد الجميع ..
أستمعوا جميعاً إلى أوليفر وهو يصيح ( النجدة ! إنهم يأخذونني .. النجدة ! ..)
أتفق الشهود بعد ذلك على أن الصيحات كانت صادرة من مكان ما فوق رؤوسهم ،وسط الظلام المطبق .. كان يصيح في رعب قاتل .. ولكن ممن ؟ .. لا يدرون !..
أخذوا يدورون حول أنفسهم ، ورؤوسهم مرفوعة إلى أعلى ، يبحثون عن الصبيالغائب .. ثم راحت أصوات صياحه تخفت بالتدريج ، حتى أختفت تماماً .. فبقىأفراد الأسرة والضيوف في أماكنهم متسمرين ، تغلب عليهم الحيرة القاتلة ..ومن جهة الشرق تصاعد عويل الرياح وهي تندفع بين الجبال .

بمساعدة ضوء مصباح الغاز ، تتبعوا آثار الصبيفوق الجليد .. كانت تمضي إلى مسافة 75 قدماً عبر الساحة في اتجاه البئر..ثم تختفي فجأة ! .. أما الدلو فقد وجدوه مرمياً على جانبه ، على بعد 15قدماً من آخر أثر لأقدام الصبي .. فيما عدا ذلك لم يروا أي آثار أخرى فوقالجليد الناعم الهش ..
بكل الخوف والحزن الصاعق ، عادوا أدراجهم إلى داخل البيت ..
وعندما قرعت أجراس عيد الميلاد ، يتردد صداها عبر الوادي ، قاموا جميعاًبصلاة قصيرة من أجل خلاص الصبي أوليفر توماس .. أياً كان المكان الذي يوجدفيه ! ..

في صباح اليوم التالي أندفع رجال الشرطة من مدينة رايادر المجاورة ..عاينوا آثار الأقدام ، وموقع الدلو .. ثم ظهرت عليهم بوضوح علاماتالأرتياب .. فحصوا البئر جيداً بواسطة الخطاف على أمل العثور على جثةالصبي .. وبحثوا حول المنزل وفي السهول القريبة بحثاً دقيقاً .. استجوبواالشهود أكثر من مرة .. بعد كل هذا الجهد ، لم يكن لديهم من تصريح ، سوى أنالصبي أوليفر توماس قد ذهب .. إلى أعلى ! ..
في ضوء النهار كان من الواضح أن آثار الأقدام لم تصل أبداً إلى البئر ..وأن الصبي لم يتوقف مكانه .. ولم يستدر إلى الخلف .. وبقى التفسير الوحيد.. لقد جذب جسمه من فوق الأرض إلى أعلى بطريقة لا يمكن معرفة كنهها ! ..
كانت أعياد الميلاد والعام الجديد بالنسبة لأسرة توماس التي تعيش في ذلكالبيت الريفي ، مناسبات حزينة .. واكنت آمالهم في عودة الصبي تضعف وتتبدديوماً بعد يوم .. إلى أن فقدوا الأمل نهائياً في عودته .. وأيقنوا أنه قدذهب إلى غير رجعة .. لكن إلى أين ؟ .. وكيف ؟.. لا أحد يعلم ! ..

من تحقيقات الشرطة ثبت أن صدور الصرخات من فوق رؤوسالموجودين بالساحة لم يكن وهماً .. فقد أجمع عليه الجميع .. كما ثبت أنهفي تلك الليلة لم تطلق إلى سماء المنطقة أي بالونات من التي تستخدم فيالقياس الجوي .. وكانت الطائرات في المنطقة كلها رابضة في مطاراتها وداخلحظائرها ، تنتظر تحسن الجو ..
والصبي كان يزن 50 كيلو ، كان أثقل من أن يستطيع طائر ما أن يحمله بينمخالبه .. أضف إلى هذا أن صرخاته التي سمعها الجميع كانت تقول ( إنهميأخذونني .. ) ..
بعد يومين من عيد الميلاد عاد الجليد إلى السقوط ، وألقى بملاءة جديدةبيضاء فوق ساحة البيت الخلفية .. محت الآثار الأخير لأقدام الصبي أوليفرتوماس ، كما ملأت الثغرة التي كان قد أحدثها سقوط الدلو على الجليد ..
لم يبقى من أثر ، فيما عدا ذكرى صرخات الصبي الخافتة .. مختلطة بصفير الرياح

0 comments:

كود تعليقات الفيسبوك مأخوذة من mybloggertricks.com تم تركيب تعليقات الفيسبوك من ma3lom4t.blogspot.com

إرسال تعليق